عليهم مفاهيم الإسلام بمفاهيم الصراع التي غذتهم عليها وسائل
إعلامنا، فقاموا بحرق الدار..
وبعد أن أحرقوها نسبوا التهمة للحكيم، ذلك الرجل الحكيم المضمخ
بعطر السلام.
قلت: فما الأدلة التي استندوا إليها؟
قال: تلك الأقراص التي كانت محفوظة عندي.. لقد فتشوها حرفا
حرفا، وكلمة كلمة.. ثم أحضروا مصممين دهاة، فحولوا من كل تلك المناظرات الطاهرة
المسالمة خطبا مملوءة بالحقد والصراع.. ثم نشروا كل ذلك بين الناس يحذرونهم من
الإسلام ومن صراع الإسلام.
قلت: والحكيم.. هل ظفروا به؟
قال: لا.. لقد ذكرت لك بأنه أشبه الناس بمعلم السلام، بل لعله
معلم السلام عينه، فقد كان يحضر، فلا نعرف من أين جاء، ويذهب، فلا نعرف أين ذهب.
قلت: وأولئك الطيبون الذين ملأوا ميدان الحرية؟
قال: لم يغادروه.. هم لا يزالون فيه إلى اليوم.
قلت: فميدان الحرية لا يزال قائما إذن؟
قال: نعم.. هو لا يزال قائما.. ولكن اسمه فقط هو الذي تبدل..
قلت: تبدل الاسم!؟
قال: أجل لقد تحول من (ميدان الحرية) إلى (معتقل..)
قلت: هل ندموا على الحرية التي فتحوها للناس؟
قال: لقد عرفوا أن الإسلام لا ينتشر إلا في وسط ممتلئ بالحرية،
ولذلك سارعوا يكفرون عن خطيئة الحرية، وما جرت عليهم من ويلات.
قلت: ولكني لا أزال أسمع بأن في بلادكم حرية.
قال: نعم.. أنت حر في أن تكفر، أو أن تسب محمدا.. بل أنت حر في
أن تسب