الذنوب التي تاب منها.. فهل تجيزون لأنفسكم أن تكرروا أخطاء
غيركم؟.. وهل تجيزون لأنفسكم أن تعبدوا الله بالأخطاء التي تيب منها؟
سكت الجمع، فقام الحكيم، وقال: إذا أذنت لي.. فسأجيبك عما طرحت
من أسئلة؟
قال أخي: أجب بما تشاء.. لن تجد عندي إلا سعة الصدر.
الخطايا والنبوة
قال الحكيم: سأجيبك عن هذا بأمرين.. أما أحدهما فأعتمد فيه على
الجدل، فلذلك سأقنعك بما لا يقبله عقلي وديني.. ولكن دينك وعقلك يقبله.. وهو أسلوب
اعتمده القرآن حين قال يخاطب اليهود:﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ إِلَّا مَا
حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ
فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (آل عمران:93)
ولذلك أقول لك: ائت بكتابك المقدس.. وأجبني عما أطرحه عليك من
أسئلة.
قال أخي: كتابي المقدس دائما معي.. هو في عقلي وقلبي وروحي..
وحروفه تنتقش في ذاكرتي.
قال الحكيم: فأنت أقرب إلى الحق إذن من كل هذا الجمع.. فمن قرأ
الكتاب المقدس بصدق لن يصل إلا إلى محمد a.
قال أخي: بل يصل المسيح..
قال الحكيم: المسيح ومحمد.. وغيرهما من الأنبياء كلهم قد خرجوا
من عالم واحد، فمن وصل لأحدهم بصدق وصل للآخر لا محالة.
قال أخي: كيف تضع محمدا مع الأنبياء.. وقد ذكرت لك من ضلالاته
وخطاياه ما يرفعه عن ذلك المقام الرفيع الذي تدعونه له!؟
قال الحكيم: اعذرني.. ربما أكون قد أخطأت في تعبيري.. ولكن
المنهج العلمي