على من يكون سلطان بني إسرائيل في الآية السابعة عشر من الباب
السابع عشر من سفر الاستثناء:(ولا تكثر نساؤه لئلا يخدعن نفسه)
ليس ذلك فقط.. بل أنتم تعتقدون أن نساءه كن يبخرن ويذبحن
للأوثان، مع أنه ورد في الباب الثاني والعشرين من سفر الخروج:(من يذبح للأوثان
فليقتل)، فكان قتلهن واجبا.
بل أنتم تعتقدون أن هؤلاء النسوة أغوين قلبه، فكان رجمهن واجبا
على ما هو مصرح به في الباب الثالث عشر من سفر الاستثناء، وهو ما أجرى عليهم
الحدود إلى آخر حياته.
التفت إلى أخي، ثم قال: هل تراني زدت على ما ذكرت الكتاب المقدس
عن هذا النبي الكريم حرفا واحدا.
لم يملك أخي إلا أن يقول: صدقت في كل هذا.. ولكن الله تواب
رحيم.
فقال الحكيم: كل هذه كبائر لابد لها من توبة.. فهل ثبتت توبة
سليمان في كتبكم.
صمت أخي، فقال: لقد قرأت الكتاب المقدس مرات لا تحصى.. ولم أظفر
بشيء.. بل لو تاب لهدم المعابد التي بناها، وكسر الأصنام التي وضعها في تلك
المعابد، ورجم تلك النساء المغويات.. على أن توبته ما كانت نافعة لأن حكم المرتد
في التوراة ليس إلا الرجم.
صمت أخي، فقال: فما دمت قد جوزت لهذا الحكيم أن يخطئ، ثم يتوب،
لم ترفعت عن أن تضم محمدا إلى أولئك الأنبياء مع أن محمدا a ثبتت توبته، ولم تثبت معصيته..
بينما سليمان وكل من ذكرنا ثبتت معاصيهم ولم تثبت توبتهم.
أفتعتبر التوبة جريمة ينبغي أن يطرد من يمارسها من حضرة أنبياء
الله.. بينما تعتبر المعصية طاعة تجعل من المجرم الفاسق المنحرف حكيما من الحكماء
ونبيا من الأنبياء.
الحواريون:
لم يجد أخي بما يجيبه، فقال الحكيم: فلنترك العهد القديم..
فربما كان فيه أثر من آثار اليهود.. ولنذهب إلى العهد الجديد.. ولنبحث في سيرة
الحواريين.. حدثني ما مقامهم فيكم؟