مشيئتك) ثم رجع فوجدهم نـياما، لأن النعاس أثقل جفونهم فتركهم
وعاد إلى الصلاة مرة ثالثة، فردد الكلام نفسه. ثم رجع إلى التلاميذ وقال لهم:
(أنـيام بعد ومستريحون؟ جاءت الساعة التي فيها يسلم ابن الإنسان إلى أيدي
الخاطئين. قوموا ننصرف! اقترب الذي يسلمني)
قال الحكيم: هل ترى هذا الموقف موقف أنبياء.. بل أشرف
الأنبياء.. إن العصاة من أهل الدنيا لا يفعلون مثل هذا مع من هو مثلهم في
معاصيهم.. فكيف يفعل أنبياء كرام مثل هذا.. وأي محبة لهم للمسيح الذي شرفوا به،
وهم ينامون عنه وقد علموا أنه سيفقدونه في تلك اللحظات.
سكت قليلا: هؤلاء هم الحواريون في مجموعهم.. أما أفرادا..
فسأكتفي باثنين منهما.. كلاهما ورد فيه الثناء في الكتاب المقدس.
أما الأول.. فهو يهوذا الأسخريوطي، فقد كان أحد الحواريين، وكان
مستفيضا بروح القدس، وممتلئا به، بل صاحب الكرامات.. فقد ورد في (إنجيل متى:
10/1-4):(ودعا يسوع تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا يطردون به الأرواح النجسة
ويشفون الناس من كل داء ومرض وهذه أسماء الرسل الاثني عشر: أولهم سمعان الملقب
ببطرس وأخوه أندراوس، ويعقوب بن زبدي وأخوه يوحنا، وفيلبس وبرتولماوس، وتوما ومتى
جابـي الضرائب، ويعقوب بن حلفى وتداوس، وسمعان الوطني الغيور، ويهوذا الإسخريوطي
الذي أسلم يسوع)
قال أخي: أجل.. ومن لا يعرف يهوذا؟
قال الحكيم: فهذا النبي باع دينه بدنياه، وسلم المسيح لليهود
مقابل ثلاثين درهما، ثم خنق نفسه ومات.. أليس كذلك؟
قال أخي: بلى.. ففي إنجيل متى (26/14-16):(وفي
ذلك الوقت ذهب أحد التلاميذ الاثني عشر، وهو يهوذا الملقب بالإسخريوطـي، إلى رؤساء
الكهنة وقال لهم: (ماذا تعطوني