قال: النائم إذا ذكر الموت.. وأنه قد لا يستيقط من نومه يحاسب
نفسه، فيبذل الحقوق لأصحابها، فينام مرتاحا مطمئنا، ليس لغيره عليه خصومة قد يحتج
بها عليه عند الله.
قلت: ألما ذكرته علاقة بالأذكار التي كان يقولها محمد عند نومه؟
قال: أجل.. فذكر الله بمثابة البذور.. والبذور لابد لها من تربة
صالحة تستنبت فيها..
قلت: أهذه هي تربتها؟
قال: أجل.. ولهذا كان رسول الله a لا ينام حتى يقرأ:﴿ الم
تَنْزِيلُ﴾ (السجدة)، ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾
(الملك: 1)[1].. وهي سور تتحدث عن يوم القيامة وما
ينتظر العباد فيها.
قلت: أهذا كل ما كان يقرؤه؟
قال: لقد روي أن رسول الله a كان يقرأ المسبحات[2] قبل أن يرقد، وقال: (إن فيهن آية
أفضل من ألف آية)[3]
وروي أن رسول الله a كان لا ينام حتى يقرأ الزمر، وبني إسرائيل[4].
وروي أن رسول الله a كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما، فقرأ:
(قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) ثم مسح بهما ما
استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات[5].
وروي أن رسول الله a لم يأت فراشه قط إلا قرأ: (قل يا أيها الكافرون) حتى