ضحكت الجماعة، فالتفت إليهم، وقال: أتضحكون من جاهل يسأل
عالماً؟
ثم سكت قليلا، وقال: لقد سئل رسول الله a عن مثل هذا، فاستلبث ساعة، ثم قال:
أين السائل عن ثياب أهل الجنة؟ فقال: ها هو ذا يا رسول الله، قال: (لا، بل تنشق
عنها ثمار الجنة) ثلاث مرات[1].
قال آخر: هل في الجنة خيل؟
قال: لقد سئل رسول الله a عن مثل هذا، فقال: (إن دخلت الجنة أتيت بفرس من ياقوتة له
جناحان، فحملت عليه فطار بك في الجنة حيث شئت)، ثم سئل a هل في الجنة إبل؟ فلم يقل للسائل
مثل ما قال للأول، بل قال: إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك وقرت
عينك[2].
قامت امرأة، فقالت: إنا نسمع القرآن يثني ثناء حسنا على جمال
الحور العين، فهل هن في الجنة أفضل منا ونحن فيها؟
ابتسم الباقر، وقال: لقد سئل رسول الله a عن مثل هذا، فقال ـ لمن سأله:
أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ ـ: (بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين، كفضل
الظهارة على البطانة)[3]
قالت المرأة: لم؟
قال: لقد أجاب رسول الله a عن ذلك، فقال: (بصلاتهن وصيامهن
وعبادتهن الله تعالى، ألبس الله وجوههن النور، وأجسادهن الحرير، بيض الألوان، خضر
الثياب، صفر الحلي، مجامرهن الدر، وأمشاطهن الذهب، يقلن: نحن الخالدات فلا نموت،
ونحن