responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 236

ظللنا هكذا من أول النهار إلى آخره، والباقر لا يسأل سؤالا إلا أجاب عنه بما أجاب النبي a، وكأن النبي a كان هو المفتي في ذلك المجلس، وكأن الباقر لم يكن سوى وسيط يبلغ الناس ما يفتيهم به نبيهم a.

في آخر النهار، وبعد أن انفض الجمع، انتهزت الفرصة، واقتربت منه، وكان أكبر أمل لي أن يجيبني عن سؤال أو سؤالين.. ما كنت أطمع منه بأكثر من ذلك، فقد رأيت حرص الناس على التلقي عنه.. ولا يمكنني أن أطمع فوق ما يطمع فيه غيري.

لكني فوجئت عندما رأيته يحدق في وكأنه يعرفني، ثم يسرع إلي، ويضمني، ويقول: مرحبا بك في القاهرة.. لقد شاء الله أخيرا أن نلتقي.

تعجبت من موقفه هذا، وتصورت أنه توهمني بعض معارفه لشبه بيننا.. فأسرعت أصحح له، وأقول: لي شرف عظيم أن أكون من ذكرت.. ولكني لست من ذكرت.

قال: بل أنت من ذكرت.

قلت: ولكني لم أتشرف بمعرفتك من قبل.

قال: لقد أخبر رسول الله a بأن (الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)[1]

قلت: لقد امتلأت بالغفلة.. فنسيت تلك العوالم.. فهلا ذكرتني بها؟

قال: ألست من يبحث عن الإنسان الكامل؟

قلت: بلى.. أنا ليس لي هم في الحياة إلا البحث عن هذا الإنسان.

قال: لقد كنت مثلك أبحث عنه.. وهذه نقطة التقاء كبيرة بيننا.

قلت: فهل ظفرت به؟


[1] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست