قال: أجل.. ما كان الله ليضيع جهد مجتهد، ولا همة عازم، ولا صدق صادق.
قلت: فدلني عليه.
قال: هو أبعد من أن أدلك عليه.. ولكني أدلك على شعاع من أشعته.. لا يمكن للإنسان أن يكمل من دونه.
قلت: وما هذا الشعاع؟
قال: العلم.. لا يمكن للكامل أن يكمل وهو جاهل.. ألم يبدأ الله بتعليم آدم؟
قلت: بلى.. ولم تعلم الملائكة شرفه إلا بذلك.
قال: فكذلك شرف الإنسان الكامل لا يكتمل إلا بعلمه.
قلت: عرفت الشعاع.. فما الشمس التي وصلت إليها.. وتريد أن تدلني على هذا الشعاع من أشعتها؟
قال: شمس محمد a.. إنه الإنسان الكامل الذي اكتمل له من العلوم ما لم يكتمل لغيره.
قلت: ولكنه أمي.. لقد نطق القرآن بذلك.. ففيه:﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (لأعراف:157)، وفيه:﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (لأعراف:158)
قال: وهذا أعظم في كمال علمه..
قلت: لم أفهم.