responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 238

قال: لأن من تعلم من الأوراق كان تبعا لمن كتب الأوراق.. ولو تعلم محمد a من الأوراق لكان أحسن أحواله أن يحمل ثقافة الهند أو ثقافة الفرس أو ثقافة الإغريق.. ولوجد بعد ذلك من يقول بأن محمدا a تلقى علومه عن هؤلاء.

قلت: فأي ثقافة حمل محمد ما دام لم يحمل ثقافة هؤلاء؟

قال: لقد حمل ثقافة أرقى وأعظم تطورا..

قلت: لم أعرف التطور في ذلك الحين إلا في تلك الشعوب..

قال: إن ثقافة تلك الشعوب ثقافة بدائية بالنسبة لعصرنا.. والمتمسك بها في عرفنا رجعي.. وما كان للإنسان الكامل أن تكون له ثقافة تمحوها الليالي، وتكر عليها الأيام.

قلت: فأي مصدر تعلم منه محمد إذن؟

قال: لقد تعلم من الله.. فالله هو مصدر المعرفة الأول.. ولذلك فإن علومه لا يمكن مقارنتها بأي علوم أخرى.

لقد كانت أول بشارة تلقاها النبي a هي إخبار الله له بأنه سيتعلم من الله.. لعلك تعرف الحادثة.. هي أول حادثة عرف فيها محمد a وحي ربه.

كان في الغار.. وجاءه الملاك.. وقال له: اقرأ.. ولم يكن محمد a يعرف القراءة، فأجاب الملك: ما أنا بقارئ، فغطه[1] الملك حتى بلغ منه الجهد، ثم أرسله فقال: اقرأ، فقال a: ما أنا بقارئ.. وهكذا حتى غطه الثالثة، ثم أرسله، فقال:﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)﴾ (العلق)[2]

ثم ظل الوحي يتتابع..


[1] الغط: العصر الشديد، والكبس، ومنه الغط فى الماء، الغوص. النهاية: 3/335.

[2] الحديث.. رواه البخارى ومسلم.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست