responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 241

وقد شد انتباهي كثرة ما فيها من مؤلفات إلى درجة أن الانبهار أصابني، فصحت من غير أن أشعر: عالم هو من قرأ كل هذه الكتب..

التفت الباقر إلي، وقال: ماذا تقصد؟

قلت: من رزق أن يسجن في هذه المكتبة عشرة أعوام، فإنه لن يخرج منها إلا عالما جليلا، ينكب الناس على يديه بالتقبيل، وعلى كلماته بالتسجيل.

قال: بل قل: إن من تعلم من هذه الكتب لن يخرج إلا جاهلا.. وما أسهل على صبي في الابتدائية أن يصحح له ما يقع فيه من أخطاء.. بل ما أسهل على عامي بسيط شاهد شريطا من أشرطة علم الفلك على التلفاز أن يصحح له كل ما تعلمه من علوم.

قلت: كيف تقول هذا؟.. أليست هذه المخطوطات في علم الفلك.. وقد كتبها علماء كبار في علم الفلك؟

قال: ما تقوله صحيح.

قلت: فما الذي جعل من علمهم جهلا.. وما الذي حول كل هذه الخزائن مجرد لغو لا يسمن ولا يغني من جوع؟

قال: حولها إلى ذلك افتقارها إلى الشرط الأول من شروط العلوم، وهو الصدق.. ألم أذكر لك أنه أول ضابط تتحقق به من صدق المعارف، وصدق مصدرها؟

قلت: بلى.. لقد ذكرت لي هذا.

أشار إلى ركن من المكتبة، وقال: في هذا الركن ما كتبه الصينيون في علم الفلك..

أتدري.. لقد كان الصينيون يعتبرون الأرض عربة ضخمة في أركانها أعمدة ترفع مظلة (السماء)، ويعتقدون أن بلاد الصين تقع في وسط هذه العربة، ويجري النهر السماوي (النهر الأصفر) من خلال عجلات العربة، ويقوم السيد الأعلي المهيمن علي أقدار السماء والأرض بملازمة النجم القطبي بالشمال بينما التنينات تفترس الشمس والقمر.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست