قاطعه الثاني، وقال: تريد أن أحدثك عن
أمريكا إذن.. إن كنت تريد ذلك، فإن للولايات المتحدة الأمريكية تاريخ أسود في مجال
التجارب البشرية يمتد لعقود طوال، وكان الشعب الأمريكي فأر التجارب الأول لحكومته.
ومن أشهر فضائح الحكومة الأمريكية تجربة
توسكيجي لمرض الزهري عام 1932 عندما شخص 200 رجل أسود البشرة بمرض الزهري، ولم
يذكر أي شيء لهم عن مرضهم ومنع عنهم العلاج أيضا، واستخدموا كفئران تجارب لمتابعة
تطور المرض وعوارضه حتى توفوا جميعهم نتيجة المرض، ولم يتم إخبار عائلاتهم بأنه
كان من الممكن إنقاذهم لو تم علاجهم، وفي عام 1965 وفي دراسة استمرت ثلاث سنوات،
تطوع سبعون سجينا في سجن هولمزبيرج في فيلادلفيا للخضوع لتجارب على دايوكسن وهو
أحد المواد الكيميائية الضارة، ولم تتم معالجة الجروح التي تعرضوا لها جراء
التجربة لفترة استمرت سبعة أشهر، ولم يتم إخبار أي منهم بأنهم سيدرسون من ناحية
تطور مرض السرطان.
أما في عام 1956 وفي سافانا بجورجيا
وأفون بارك بفلوريدا، فقد أجري الجيش الأمريكي تجارب عملية خارج المختبرات التابعة
له، فتم إطلاق العديد من البعوض في الضواحي السكنية من الأرض، ومن الجو حيث تعرض
الكثيرون من السكان للدغات البعوض ومنهم من مرض ومنهم من مات أيضا، وبعد كل هذا
يقوم عدد من رجال الجيش الأمريكي بالتنكر على هيئة مسئولي صحة عامة بتصوير وفحص
المصابين، ويعتقد أن البعوض تم حقنه بالحمى الصفراء إلا أنه حتى الآن لم تكشف
حقيقة ما حدث في تلك التجربة.
وفي عام 1955 اجتاحت منطقة تامبا باي في
فلوريدا موجة حادة من حالات السعال مما أدى إلى مقتل 12 شخصا وذلك إثر قيام وكالة
الاستخبارات المركزية بالتعاون مع مختبر الجيش للأسلحة الكيميائية والبيولوجية
بنشر بكتيريا في البيئة ولم يعرف شيء عن فحوى