responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 280

أسرار هذه التجربة.

قال الأول: لا تحدثني عن أمريكا.. فهي لا تقل عن ألمانيا..

قاطعه الثاني، وقال: تريد أن أحدثك عن..

***

بينما أنا منهمك انهماكا كليا في سماع تلك الأحاديث، لم أدر إلا بيد الباقر تجذبني، وهو يقول لي: تعال.. كيف تركتني.. لقد تعبت في البحث عنك؟

قلت: اعذرني.. فقد شغلتني أحاديث ملأت قلبي احتقارا للعلم.

قال: لا تقل هذا.. العلم هو نعمة الله العظمى على عباده..

قلت: ولكن النعمة قد تحول نقمة؟

قال: أجل.. يمكن ذلك.. لقد قال الله تعالى يذكر ذلك:﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾ (ابراهيم:28)

صحت: أعد علي هذه الآية.. إنها تتحدث عن واقعنا تماما.

قال: إنها تتحدث عن واقع البشرية جميعا.. فكل من بدل نعمة الله، وتصرف فيها بهواه لا بد أن يحل به وبقومه الدمار.

إن الله تعالى برحمته خلق الخير المحض.. ولكن العابثين الكافرين بالنعمة راحوا يغذون ذلك الخير بما امتلأت به نفوسهم من الشر.. فصار الخير شرا، وصارت النعمة بلاء..

قلت: وصار العلم ـ الذي هو رسول السلام، وقنطرة الخير ـ رسولا للصراع، وقنطرة للمآرب الخسيسة.

قال: لقد ذكر الله تعالى ذلك، وضرب لذلك أمثلة:

قال في أولها:﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست