القانت بآيات اللَّه لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد
في سبيل اللَّه)[1]
بل أخبر a أن اليوم والليلة من المرابط في سبيل الله خير من صيام شهر
كامل وقيامه، فقال a:
(رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه جري عليه عمله الذي كان
يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان)[2]
بل أخبر a بما هو فوق ذلك، فقال: (رباط يوم في سبيل اللَّه خير من ألف
يوم فيما سواه من المنازل)[3]
التفت إلي، وقال: أليست هذه أجور عظيمة؟
قلت: كيف لا تكون عظيمة؟
قال: فإن هذه الأجور هي التي حركت القلوب المؤمنة المحتسبة
للنهوض بأي عمل مهما كان دقيقا أو جليلا.. وهذه النصوص نفسها هي التي أخبرت بأن
للعامل إن احتسب من الأجر ما لا يقل عن أجر المجاهد:
فقد رأى بعض الصحابة شاباً قوياً يسرع إلى عمله، فقالوا: لو كان
هذا في سبيل الله! فرد رسول الله a عليهم بقوله: (لا تقولوا هذا ؛ فإنه إن كان خرج يسعى على ولده
صغاراً فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو سبيل الله،
وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفُّها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء
ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان)[4]
بل صرح a بلفظ الجهاد، فقال لبعض أصحابه: (أبشر، فإن الجالب إلى سوقنا