قال الأول: لقد سأله بعضهم عن سر حرص الشريعة على هذه السنة،
فقال[1]: الأصل في الأظافر أنها تحمي
نهايات الأصابع وتزيد صلابتها وكفاءتها وحسن أدائها عند الاحتكاك أو الملامسة، هذا
إذا كان طولها طبيعيا.. أما إذا زادت، فإن الجزء الزائد من الظفر والخارج عن طرف
الأنملة لا قيمة له، ووجوده ضار من نواح عدة:
منها تكون الجيوب الظفرية بين تلك الزوائد ونهاية الأنامل،
والتي تتجمع فيها الأوساخ والجراثيم وغيرها من مسببات العدوى كبيوض الطفيليات،
وخاصة من فضلات البراز والتي يصعب تنظيفها، فتتعفن وتصدر روائح كريهة، ويمكن أن
تكون مصدراً للعدوى للأمراض التي تنتقل عن طريق الفم كالديدان المعدية والزحار
والتهاب الأمعاء، خاصة وأن النساء هن اللواتي يحضرن الطعام، ويمكن أن يلوثنه بما
يحملن من عوامل ممرضة تحت مخالبهن الظفرية.
قال الثاني: بورك فيك يا أخي.. وبورك في الوارث، فقد علمنا من
سنن الحبيب ما ملأ حياتنا بالبركات..
قال الأول: لقد أفدتك فأفدني.. أما الدعاء، فسأدعو لك بمثل ما
دعوت لي أو أزيد.
قال الثاني: وعم تريد أن أحدثك.
قال الأول: الأظافر بنات اليدين.. فحدثني عن اليدين.. فيستحيل
أن يأمر a بتنظيف
الفرع، ولا يأمر بتنظيف الأصل.
قال الثاني: إن قولك صحيح.. لقد ورد الأمر بتنظيف اليدين في
القرآن الكريم، فقد قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا
قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى
الْمَرَافِقِ ﴾
[1] ) د. يحيى الخواجي ود. أحمد عبد الأخر: المؤتمر العالمي
الرابع للطب الإسلامي، الكويت، نوفمبر 1986.