قال الرجل: هناك غيرها كثير.. ففي الحديث:
(إن خير ما تداويتم به اللدود[1] والسعوط والحجامة والمشي، وخير
ما اكتحلتم به الإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر)[2]، ويقول: (خير الدواء الحجامة
والفصاد)[3]، ويقول: (إن أفضل ما تداويتم به
الحجامة والقسط البحري[4]، فلا تعذبوا صبيانكم بالغمز[5])[6]، وقال: (نعم العبد الحجام يذهب
بالدم ويخف الصلب وتجلو عن البصر)[7]
قال البغدادي: فهل اكتفى رسول الله a بالأقوال أم تعداها للأفعال؟
قال الرجل: لقد ورد في النصوص أن النبي a احتجم على هامته وبين كتفيه، وقال: (من
أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء)[8]
قال البغدادي: فما تقول في هذه الأحاديث؟
قال الرجل: من حيث الثبوت أم من حيث
الدلالة؟
قال البغدادي: من حيث الثبوت؟
قال الرجل: هي صحيحة من حيث الثبوت.. بل
هي في مجموعها تكاد تبلغ مبلغ التواتر، فقد رويت بطرق كثيرة تمتلئ بها كتب الحديث.
قال البغدادي: فما تقول فيها من حيث
الدلالة؟
[1] ) اللدود: هو بالفتح من الأدوية: ما يسقاه المريض في أحد
شقي الفم، النهاية 4/245.