قال البغدادي: أهذا الذي أجمع عليه الفقهاء اجتهاد اجتهدوه.. أم ورد النص به؟
قال الرجل: بل ورد النص به.. لقد أشار رسول الله a إلى هذه المسؤولية، فقال: (مَنْ تطبَّبَ، ولم يُعْلَم مِنْهُ الطِّبُّ قَبْلَ ذلك، فهو ضَامِنٌ)[1]
قال البغدادي: فإن اعتذر هذا الطبيب بأنه ملهم أو مكاشف.. وأنه لم ينقل إلا ما أداه إليه كشفه أو إلهامه؟
قال الرجل: هذا أعظم في عقوبته.. فكم جلب لنا مثل هذا من أوهام وضلال؟
قال البغدادي: فإن اعتذر هذا الطبيب بأنه يوحى إليه؟
قال الرجل: هذا يقام عليه حدة الردة.. فقد ختمت النبوة بمحمد a.. ومن ادعى أنه نبي بعده، فقد كذب بما ورد من ذلك.. وهو كافر.. وجزاؤه القتل.
قال البغدادي: فإن كان هذا الطبيب هو محمد a نفسه؟
انتفض الرجل، وقال: كيف تقول هذا؟.. محمد a أعظم من أن يقع في هذا.
قال البغدادي: لقد كنت تقوله.. أم أنك تراجعت عن قولك؟
قال الرجل: أنا لم أتراجع عن أي قول من أقوالي.
قال البغدادي: فأقوالك تضعك بين أمرين:
إما أن تسلم لرسول الله a كل ما قاله.. وتحاول أن ترتقي لأن تفهمه، وتستفيد منه.
وإما أن تطبق ما ذكرت من أحكام فقهية على رسول الله a.. فتعتبره متعديا بحديثه في تلك المسائل الطبية مع أنه لا يعرفها.
قال الرجل: فأنت تريدني إذن أن انضم إلى زمرتك.. وإلا اعتبرت رسول الله a متعديا.
[1] رواه أبو داود، والنسائىُّ، وابن ماجه.