قلت: فحدثني عن جبينه.
قال: لقد وصفه بعضهم بقوله: (كان رسول الله a واسع الجبين[1]، أزج الحواجب[2] سوابغ[3]بينهما عرق يدره[4] الغضب)[5]
التفت الصالحي لابنه، وقال: أنشدنا يا بني ما قال الشاعر في هذا:
أخذ الابن يترنم بصوت شذي:
متى يبد في الليل البهيم جبينه يلح مثل مصباح الدجى المتوقد
فمن كان أو من قد يكون كأحمد نظاما لحق أو نكالا لملحد
قلت: فحدثني عن عينيه.
قال: لقد وصفهما علي بقوله: (كان رسول الله a أدعج[6] العينين)[7]
وقال: (كان رسول الله a عظيم العينين أهدب[8] الأشفار[9] [10]
التفت الصالحي إلي، وقال: ألا ترى الجيوش المعاصرة تزود جنودها بما يحتاجونه
[1] الجبين: ما فوق الصدغ، والصدغ ما بين العين إلى الأذن، ولكل إنسان جبينان يكتنفان الجبهة.
[2] الزجج: تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد.. وقيل: الزجج دقة الحاجبين وسبوغهما إلى محاذاة آخر العين مع تقوس.
[3] سوابغ: جمع سابغ، وهو التام الطويل، أي أنها دقت في حال سبوغها، وقد وضع الحواجب موضع الحاجبين لأن التثنية جمع.
[4] يدره: أي يحركه ويظهره، كان a إذا غضب امتلأ ذلك العرق دما كما يمتلئ الضرع لبنا إذا درفيظهر ويرتفع.
[5] رواه الترمذي.
[6] الدعج: شدة سواد العين في شدة بياضها.
[7] رواه أحمد ومسلم.
[8] الأهدب: الطويل الأشفار.
[9] الأشفار: جمع شفر وزن قفل وهو حرف الجفن الذي ينبت عليه الهدب.. قال ابن قتيبة: والعامة تجعل أشفار العين: الشعر وهو غلط، وإنما الأشفار حروف العين التي ينبت عليها الشعر.
[10] رواه أحمد ومسلم.