قال: لقد ورد في النصوص المقدسة أنه a كان له القدرة على سماع ما لا
يسمعه الحاضرون مع سلامة حواسهم.
لقد روي أن رسول الله a قال: (تسمعون ما أسمع؟) قالوا: ما نسمع من شئ قال: (إني لأرى
مالا ترون، وأسمع مالا تسمعون، إني أسمع أطيط السماء[1] وما تلام أن تئط وما فيها موضع شبر
إلا وعليه ملك ساجد أو قائم)[2]
وحدث بعضهم قال: بينا النبي a على بغلة له إذ حادت[3] به، فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو
خمسة أو أربعة، فقال a:
(من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟) فقال رجل: أنا، فقال: متى مات هؤلاء؟ قال: ماتوا في
الإشراك، فأعجبه ذلك فقال: (إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا
لدعوت الله عزوجل أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع)[4]
زيادة على هذا، فمن المعلوم بالضرورة أن الوحي كان يأتي رسول
الله a أحيانا
في مثل صلصلة الجرس ويسمعه ويعيه ولا يسمعه أحد من الصحابة.
قلت: فحدثني عن أنفه.
قال: لقد وصفه علي فقال: (كان رسول الله a أقنى[5] العرنين[6][7].
[1] الأطيط: صوت الأقتاب وأطيط الإبل أصواتها وحنينها، أي أن
كثرة ما في السماء من الملائكة قد أثقلها حتى أطت.
[2] رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي ذر، وأبو نعيم عن حكيم بن
حزام.