نبلغه، وربما لم يمس عتبة طيبا، فقلنا له فقال: (أخذني البثر على عهد رسول الله a، فأتيته، فتفل في كفه، ثم مسح جلدي، فكنت من أطيب الناس ريحا)[1]
التفت الصالحي إلى ابنه، وقال: أنشدنا ما قالت الشعراء في هذا.
قال: لقد قال بعضهم يمدح a بهذا:
بحر من الشهد في فيه مراشفه ياقوت من صدف فيه جواهره
قلت: فحدثني عن لحيته.
قال: لقد وصفها علي فقال: (كان رسول الله a عظيم اللحية)[2]
ووصفها سعد فقال: (كان رسول الله a شديد سواد الرأس اللحية)[3]
قلت: لعل الذين وصفوا سواد شعره لم يدركوه، وقد بلغ الستين، تلك السن التي يشتعل فيها الرأس شيبا..
ابتسم، وقال: بل إن الشيب يبدأ دون ذلك بكثير.. ولكن النبي a لم يحصل له من الشيب إلا القليل، بل إن الروايات تكاد تحصي عدد ما شاب من شعره a.
فعن أنس قال: (ما كان في رأس رسول الله a ولا لحيته إلا سبع عشرة أو ثماني عشرة شعرة بيضاء)[4]
وعنه قال: (ليس في شعر رسول الله a ولحيته عشرون شعرة بيضاء)[5]
قلت: فحدثني عن وجهه.
[1] رواه البخاري في التاريخ والطبراني وأبو الحسن بن الضحاك.
[2] رواه البيهقي وابن عساكر وابن الجوزي.
[3] رواه ابن عساكر.
[4] رواه ابن سعد بسند صحيح، ورواه أبو الحسن بن الضحاك بلفظ أربع عشرة بيضاء.
[5] رواه البخاري ومسلم.