responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 632

إلَى أقصى الهند؛ فهل تعرفون واحدًا منهم عُمِّرَت حياته بمثل هذِهِ الأعمال الجليلة المتنوعة، وبمثل هذِهِ الأفعال العظيمة الكاملة؛ الَّتِي يرى فيها الناسُ أسوة لهم، ومنهاجًا لحياتهم الشخصية والاجتماعية؟

من السهل على أي واعظ أن يذكر في مواعظه وخطبه (الحب الإلهي) بكلمات عذبة وألفاظ فصيحة رائعة، ولكن ـ كما قيل ـ إن الشجرة تُعْرَف من ثمرها؛ فماذا كان أثر الحب الإلهي الطاهر في حياته العملية؟

تعالَوا ادرسوا سيرة محمد الَّذِي كان يحب الله؛ تجدوه قائمًا في ظلمات الليل يصلِّي والناس نيام، ثم ترونه باسطًا ذراعيه إلَى السماء يسأل ربه إقامة الحق وتيسير الخير، وقلبه خاشع، وطرفه دامع، ولسانه رطب بحمد الله وتسبيحه وتمجيده. أليست هذِهِ هي صورة الحب الإلهي في أكمل حالاتها؟

إن المسيحيين يروون عن المسيح أنه لما قبَضَ عليه أعداؤه وأرادوا صَلْبَه؛ انطلق لسانه مناديًا: (إيلي، إيلي! لِـمَ شبقتني؟!)؛ أي: ربي، ربي! لماذا تركتني وخذلتني؟!

أما محمد؛ فإنه لما دنا من الموت، وأيقن أنه تارك هذِهِ الدنيا، وكادت روحه الطاهرة تفيض صاعدة إلَى ربها؛ أخذ يُناجي ربَّه قائلًا: (اللهمّ إلَى الرفيق الأعلى)! فهو في حَنين شديد إلَى لقاء ربه، وفي شوق عظيم إلَى رفيقه الأعلى.. فأيّ الجملتين أدلّ علَى الحب الإلهي، وأيهما أصرح في الحنين إلَى لقاء رب العالمين؟

الآثار:

قال رجل من الجمع: وعينا هذا وفهمناه، ولا يمكننا إلا أن نسلم بما ذكرت.. فهو مما تظافرت عليه الأدلة، وتواترت بنقله الأخبار.. فحدثنا عن الدعامة الثالثة التي استندت إليها في التعرف على كمال محمد العملي.

قال: الدعامة الثالثة هي الآثار العملية..

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 632
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست