responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 633

قال الرجل: ما تقصد بذلك؟

قال: لقد وجدت أن المرء قد يكون صالحا.. وقد يبلغ به الصلاح قمة درجاته.. لكن صلاحه يظل محصورا فيه لا يتعدى إلى غيره.. ولهذا فإن الكامل من الصالحين هو من يتعدى صلاحه لغيره.. فيصير أسوة كاملة يحتذى بها في كل الميادين.

قال الرجل: فهل تحقق هذا لمحمد؟

قال: لقد بحثت في سير العظماء.. فلم أجد شخصا قدم تعاليمه بشكل عملي كما قدمها محمد..

إن جميع الأديان والنِّحَل حَثَّت الناس علَى اتِّباع أصحاب هذِهِ الأديان، وأن يقتفوا آثارهم، ويعملوا (بأقوال) أنبيائهم؛ لينالوا بذلك رضاء الله ومحبته.. أما الإسلام؛ فقد اختار طريقًا آخر خيرًا من ذلك؛ وهو أنه قدم للناس (أعمال) نبيه، وعرض عليهم التأسي به في سيرته كاملة ليس فيها خَرْم، وجعل اتِّباعهم لتلك السيرة وتأسيهم بصاحبها وسيلة لهم في الحصول علَى رضاء الله ومحبته..

لأجل ذلك؛ ترى في الإسلام مرجعَين: كتاب الله، وسُنة نبيه؛ فكل الأحكام النظرية الواردة في الكتاب مؤيدة بالتطبيقات العملية الواردة في السنة.

وقد شملت السنة بتطبيقاتها العملية كل ما يحتاجه جميع البشر في جميع حالاتهم..

قال الرجل: كيف يكون هذا.. والبشر ليسو طائفة واحدة.. والدنيا قد قام بنيانها علَى التنوع في الأعمال والاختلاف في الأفعال، ولولا أن الناس مختلفون في مهنهم ومكاسبهم وأشغالهم ومعايشهم لخربت الدنيا.. فهل يمكن لكل هؤلاء أن يجدو أسوتهم في سيرة رجل واحد؟

قال: لقد بحثت في ذلك.. فوجدت لكل هؤلاء ما يكفيهم من سيرة محمد وسنته لينتهجوا نهجه، ويتحققوا بالكمال الذي تحقق به.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 633
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست