responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 637

مع أني لا أطمئن إلى صحة هذه الرواية.. ولكن معناها صحيح.. والعلماء الَّذِين رووا هذِهِ الرواية في كتبهم أرادوا بها أن يُعْرِبُوا عن حقيقة سيرة محمد؛ وأنها كاملة جامعة، وأن ما أُعطي الرسل جميعًا متفرقين قد أُوتيه محمد وحده، وأن ما تفرق من مكارم الأخلاق في الرُّسل قد اجتمع فيه.

تأمَّلوا سيرة محمد تجدوا فيها كلّ ما كانت به حياته المثاليّة كاملة. أليس محمد المكيّ الذي خرج من بلده مهاجرًا إلى يثرب يُشبه الرسولَ الإسرائيليّ الذي خرج من مصر يُريد مَدينَ؟

أليس الذي انزوَى في غار حِراء يعبد ربه؛ كالذي قصد جبل سيناء ليُناجِي ربَّه؟

إن المسيح في ذهابه إلَى جبل الزيتون ليلقي عِظته؛ يُشابه محمدًا وقد ارتقى جبل الصَّفا لينادي معاشر قريش.

والذي قاتل مشركي بلاد العرب في بدر وحُنين ويوم الأحزاب وتَبوك؛ يُشبه الأنبياء الَّذِي قاتلوا المؤابيين والعمونيين والآموريين.

وإنّ محمدًا دَعا على سبعة رجال من أعيان مكة؛ فهلكوا، وموسَى دَعا على فرعون ومَن التفّ حوله حين رأوا بأعينهم آية بيّنة من الله مرةً بعد أُخرى، لكنهم لجـُّوا في عُتُوٍّ ونُفور، ولم يؤمنوا به؛ فهلكوا مغرَقين في البحر الأحمر؛ فتشابهت سُنَّة محمد وسُنَّة موسَى.

إن محمدًا دعا بالخير لمن أراد قتله من المشركين يوم أُحُد، وإن المسيح لم يَدْعُ علَى أحد وما زال يبغي الخير لأعدائه.. أليس هَدي محمد يُشابه من هذِهِ الناحية هَدي المسيح؟

إن محمدًا حين تراه في فِناء المسجد يقضي بين الناس بالحق ويحكم بالعدل، أو في ساحات الحرب يقاتل الكفار والمشركين؛ فكأنك ترى موسى وهو يجاهد أعداءه ويقاتل الَّذِين يعبدون الأوثان.

وحين ترى محمدًا يعبد ربه ويتضرع إليه في خُلْوة عن الناس ـ إمّا في حُجرة منفردة، أو

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 637
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست