قال الرجل:
ولكنا نرى الكثير ممن ذكرت يتاجر بالإرشاد، ويزعم أن له من القدرات ما لم يجعله
الله لرسله ولأنبيائه.
قال
الشعراني: كما يوجد في الأطباء الدجالون، يوجد في المرشدين من ذكرت.. وكما لا يصح
أن نحجب بالطبيب الدجال عن الطبيب الناصح، فكذلك لا يصح أن نحجب بالدليل الضال عن
الدليل الهادي.
لقد ذكر
سلفنا الصالح هذا، فقالوا: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)، وقالوا:
(العلم روح تنفخ لا مسائل تنسخ فليتنبه المتعلمون عمن يأخذون وليتبنه العالمون من
يعطون)
بل قد ذكر
ذلك رسول الله a حين قال لابن عمر: (يا ابن عمر
دينك دينك إنما هو لحمك ودمك، فانظر عمن تأخذ.. خذ الدين عن الذين استقاموا، ولا
تأخذ عن الذين مالوا)[2]
قال الرجل:
فكيف نميز بين الدجال المحتال والناصح المخلص؟
قال
الشعراني: لقد ذكر أولياء الله للمرشد الكامل علامات بها يعرف، وبسيماها يميز:
منها ما ذكره
أبو القاسم القشيري حين قال: (قد درج أشياخ الطريق كلهم على أن أحدا منهم لم يتصدر
للطريق إلا بعد تبحره في علوم الشريعة، ولم يكن أحد في عصر ممن العصور إلا وعلماء
ذلك الزمان يتواضعون له ويعملون بإشارته)[3]
ومنها ما
ذكره أبو العباس المرسي حين قال: (من كان فيه خمس خصال لا تصح