responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 180

أمنعك إلا من كرامتك علي.

قال آخر: ربما يكون بعض ما ذكرته مقبولا.. ولكن الذي لا يقبله عقلي هو أن يحمل عاقل مثلك ما تحمله من القضيب، لتضرب به نفسك.. فمن أين لك هذا؟

ابتسم النحاس، وقال: أنا لست مبتدعا في هذا.. فلي سلف صالح فيه.. إنه أبو مسلم الخولاني، فقد روي أنه كان قد علق سوطاً في مسجد بيته يخوّف به نفسه، وكان يقول لنفسه: قومي فوالله لأزحفن بك زحفاً حتى يكون الكلل منك لا مني.. فإذا دخلت الفترة تناول سوطه وضرب به ساقه، ويقول: أنت أولى بالضرب من دابتي.

وكان يقول: أيظن أصحاب محمد a أن يستأثروا به دوننا.. كلا والله لنزاحمهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالاً.

قال الرجل: دعنا من آراء الرجال.. وحدثنا عن سيد الرجال.. ذلك الذي لا يؤخذ الدين إلا عنه.

قال: لقد روي في الحديث أنه a أرسل أبا لُبَابة إلى بني قريظة، وكان حليفاً لهم، وكانت أمواله وولده في منطقتهم، فلما رأوه قام إليه الرجال، وجَهَشَ النساء والصبيان يبكون في وجهه، فَرَقَّ لهم، وقالوا : يا أبا لبابة، أتري أن ننزل على حكم محمد؟ قال : نعم ؛ وأشار بيده إلى حلقه، يقول : إنه الذبح، ثم علم من فوره أنه خان الله ورسوله فمضي على وجهه، ولم يرجع إلى رسول الله a حتى أتي المسجد النبوي بالمدينة، فربط نفسه بسارية المسجد، وحلف ألا يحله إلا رسول الله a بيده، وأنه لا يدخل أرض بني قريظة أبداً. فلما بلغ رسول الله a خبره - وكان قد استبطأه - قال: (أما إنه لو جاءني لاستغفرت له، أما إذ قد فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه)

وقد بقي أبو لبابة على تلك الحال إلى أن نزلت توبته، ورسول الله a في بيت أم سلمة، قالت أم سلمة: فسمعت رسول الله a من السحر يضحك، فقلت: مم تضحك يا

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست