responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 194

النفس، فإذا انمحت عن النفس فقد زكت وتطهرت عن هذه الرذائل وتخلصت أيضاً عن الغضب الذي يتولد منها.

قال رجل منا: اسمح لي أن أذكر لك بأني – بحمد الله ومنته- ليس لدي من أسباب الغضب جميع ما ذكرت.. ولكني مع ذلك أجدني أغضب أحيانا غضبا شديدا.. ولست أدري ما سبب ذلك؟

قال المكي: لعلك سمعت من يعتبر الغضب شجاعة ورجولية وعزة نفس وكبر همة.. وسمعت من يلقب من حاله هذه بالألقاب المحمودة.

قال الرجل: نعم.. فأنا قد ولدت في قوم ممتلئين أنفة وحمية.. وهم ينعتون كل من لم يكن حاله كذلك بالضعة والذل والمهانة..

قال المكي: لقد أخطأ قومك في هذا.. فتسمية الغضب وما ينتج عنه عزة نفس وشجاعة جهل، بل هو مرض قلب ونقصان عقل، وهو لضعف النفس ونقصانها، وآية أنه لضعف النفس أن المريض أسرع غضباً من الصحيح، والمرأة أسرع غضباً من الرجل، والصبي أسرع غضباً من الرجل الكبير، والشيخ الضعيف أسرع غضباً من الكهل، وذو الخلق السيئ والرذائل القبيحة أسرع غضباً من صاحب الفضائل.. فالرذل يغضب لشهوته إذا فاتته اللقمة، ولبخله إذا فاتته الحبة، حتى أنه يغضب على أهله وولده وأصحابه.. بل القوي من يملك نفسه عند الغضب كما قال رسول الله a: (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) [1]

قال الرجل: فما علاج من هذا حاله؟

قال المكي: علاجه بمضادة سببه.


[1] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست