responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 254

محمّد واللّه لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا. ألا هل بلّغت)[1]

وفي الحديث عن سعد بن عبادة قال: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسّيف غير مصفح[2] فبلغ ذلك رسول اللّه a، فقال: (تعجبون من غيرة سعد، واللّه لأنا أغير منه، واللّه أغير منّي، ومن أجل غيرة اللّه حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحبّ إليه العذر من اللّه[3]، ومن أجل ذلك بعث المبشّرين والمنذرين، ولا أحد أحبّ إليه المدحة من اللّه، ومن أجل ذلك وعد اللّه الجنّة)[4]

***

بقينا مدة في صحبة بهاء الدين يعلمنا الغيرة وأسرارها وآدابها، ويدربنا على ما تقتضيه من الصفات.. وبعد أن رأى أهليتنا لهذا السر أمرنا بأن نسير لنبحث عن واحة أخرى من واحات الشدة الإيمانية.

5 ـ الشهامة

قلت: فمن كان شيخكم في الواحة الخامسة من واحات الشدة الإيمانية؟ وما تعلمتم على يديه؟

قال: لقد كان شيخنا فيها رجل لم يرتض لنفسه إلا العلياء، ولم تناطح همته غير الجوزاء، وقد كان يطلق عليه في تلك الواحة (النابغة الجعدي)[5]


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] غير مصفح هو بكسر الفاء، أي غير ضارب بصفح السيف، وهو جانبه، بل أضربه بحده.

[3] ولا أحد أحب إليه العذر من اللّه: أي ليس أحد أحب إليه الإعذار من اللّه تعالى، فالعذر بمعني الإعذار والإنذار، قبل أخذهم بالعقوبة، ولهذا بعث اللّه المرسلين.

[4] رواه البخاري ومسلم.

[5] أشير به إلى النابغة الجعدي (ت50 هـ) وهو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة الجعدي العامري، أبو ليلى: شاعر مفلق، صحابي من المعمرين.. اشتهر في الجاهلية.. وسمي (النابغة) لانه أقام ثلاثين سنة لا يقوم الشعر ثم نبغ فقاله. وكان ممن هجر الاوثان، ونهى عن الخمر، قبل ظهور الاسلام.. ووفد على النبي a فأسلم، وأدرك صفين، فشهدها مع علي.. ثم سكن الكوفة، ثم أصبهان، ومات فيها وقد كف بصره، وجاوز المئة. وأخباره كثيرة، وجمعت المستشرقة مارية نلينو ما وجدت من متفرق شعره، في ديوان مع ترجمة إلى الايطالية وتحقيقات. (الأعلام للزركلي)

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست