responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 256

أنهنهها عن بعض ما لا يشينها

مخافة أقوال العدا فيم أو لما؟

ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي

لأخدم من لاقيت، ولكن لأخدما

أأشقى به غرسا وأجنيه ذلّة

إذن فاتّباع الجهل قد كان أحزما

ولو أنّ أهل العلم صانوه صانهم

ولو عظّموه في النّفوس لعظّما

ولكن أهانوه فهان ودنّسوا

محيّاه بالأطماع حتّى تجهّما

وعندما جلسنا إليه، وسألناه عنه قال لنا:

(أنا الذي) [1] ما أهويت كفّي لريبة

ولا حملتني نحو فاحشة رجلي

ولا قادني سمعي ولا بصري لها

ولا دلّني رأيي عليها ولا عقلي

ولست بماش ما حييت لمنكر

من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي

ولا مؤثر نفسي على ذي قرابة

وأوثر ضيفي ما أقام على أهلي

وأعلم أنّي لم تصبني مصيبة

من الدّهر إلّا قد أصابت فتى مثلي

ثم التفت إلى بعضنا يخاطبه بقوله: كان لي شيخ ورع زاهد عرضت عليه الدنيا بقضها وقضيضها، فرفضها، وقد كان مما أوصاني به قوله: (كن - بني- إبراهيمياً فقد قال أبوك إبراهيم - صلوات الله عليه وسلامه – :﴿ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76)﴾ (الأنعام)، وكل ما سوى الله آفل إما وجوداً وإما إمكاناً.. وقد قال سبحانه :﴿ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ..(78)﴾ (الحج)

ومن ملة إبراهيم رفع الهمة عن الخلق، فإنه يوم زج به في المنجنيق تعرض له جبريل - عليه السلام – فقال: ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، وأما إلى الله فبلى، قال: فأسئله، قال: حسبي من سؤالي عمله بحالي.

فانظر كيف رفع إبراهيم - صلوات الله وسلامه عليه - همته عن الخلق ووجهها إلى


[1] في أصل البيت (لعمرك)

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست
کتابخانه مدرسه فقاهت کتابخانه‌ای رایگان برای مستند کردن مقاله‌ها است
www.eShia.ir