العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثمّ خرج فإذا كلب
يلهث يأكل الثّرى من العطش، فقال الرّجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الّذي
كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفّه ماء ثمّ أمسكه بفيه، فسقى الكلب فشكر اللّه له.
فغفر له) قالوا: يا رسول اللّه! وإنّ لنا في البهائم أجرا؟ فقال: (في كلّ ذات كبد
رطبة أجر[1][2]؟
وما تقول
فيما أخبر a من أنه بينما كلب يطيف[3] بركيّة[4] كاد يقتله العطش.
إذ رأته بغيّ من بغايا بني إسرائيل. فنزعت موقها[5]، فسقته، فغفر لها به)[6] ؟
قال قيس ذلك،
ثم رمى ما بيده من طعام إلى النمل، وقال: إني لأرجو الله منذ سكنت هذه الواحة أن
لا أحرم أحدا من خير أطيفه حيوانا كان أو إنسانا..
قال رجل منا:
إن ما تفعله هو المروءة عينها.
قال قيس:
ولذلك، فإن أهل هذا التيه اعتبروني شيخ المروءة.. وهم لا يدلون أحدا على المخرج من
هذا التيه ما لم يمر على واحتي، ويتعلم علوم المروءة على يدي.. ويتدرب على ما
تقتضيه من السلوك.
قلنا: فحدثنا
عن المروءة.. ما حقيقتها؟
قال: قيس: المروءة
هي مراعاة الأحوال إلى أن تكون على أفضلها، حتّى لا يظهر منها
[1]
في كل ذات كبد رطبة أجر: معناه في الإحسان إلى كل حيوان حي يسقيه، ونحوه، أجر.
وسمي الحي ذا كبد رطبة لأن الميت يجف جسمه وكبده.