قال: ما دمت قد فقهت أن تعتذر للحصان، فسيفتح الله لك
من فهمها ما فتحه على أوليائه.
قلت: لا بأس..
ما دمت قد ذكرت لي هذا.. فهلم سر بي إليها.
قال: هذه
المدرسة لا يمكنك أن تسير إليها بهذه الحال.
قلت: وكيف
أسير إليها؟
قال: أنت
الآن في حلة فاخرة.. وهذه المدرسة لا يذهب إليها إلا من تخلى عن جميع حظوظه.. وأول
الحظوظ هذا الكفن الذي تكفن به جسدك؟
قلت: لقد رفع
عنا الحرج في اللباس، وقد ورد في القرآن قوله تعالى :﴿ يَا بَنِي آدَمَ
قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ
التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
(26)﴾ (الأعراف)
وقد روي عن أبي
مطر؛ أنه رأى عليا أتى غلامًا حدثًا، فاشترى منه قميصًا بثلاثة دراهم، ولبسه إلى
ما بين الرسغين إلى الكعبين، يقول ولبسه: (الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما
أتجمل به في الناس، وأواري به عورتي)، فقيل: هذا شيء ترويه عن نفسك أو عن نبي الله
a؟ قال: هذا شيء سمعته من رسول الله a يقول عند الكسوة: (الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس،
وأواري به عورتي)[1]
وحدث أبو الأحوص
عن أبيه أنّه قال: أتيت النّبيّ a في ثوب دون
فقال: (ألك مال؟)، قال: نعم من كلّ المال. قال: (من أيّ المال؟)، قال: قد آتاني
اللّه من الإبل والغنم والخيل والرّقيق، قال: (فإذا آتاك اللّه مالا فلير أثر نعمة
اللّه عليك وكرامته)[2]
قال: وروي في
الحديث عن عبد اللّه بن شقيق
أنّه قال: كان رجل من أصحاب النّبيّ a