عاملا بمصر فأتاه رجل من أصحابه فإذا هو شعث الرّأس
مشعانّ[1]، قال: (مالي أراك مشعانّا وأنت أمير؟) قال: كان نبيّ اللّه a ينهانا عن الإرفاه[2]، قلنا: وما الإرفاه؟ قال: (التّرجّل كلّ يوم)[3]
وعن أبي
أمامة الحارثيّ أنه ذكر أصحاب رسول اللّه a يوما عنده الدّنيا، فقال رسول اللّه a:
(ألا تسمعون، ألا تسمعون، إنّ البذاذة[4] من الإيمان، إنّ البذاذة
من الإيمان، يعني التّقحّل)[5]
وعن سراقة بن
مالك أنّ رسول اللّه a قال له: (يا
سراقة ألا أخبرك بأهل الجنّة وأهل النّار؟) قلت: بلى يا رسول اللّه. قال: (أمّا
أهل النّار فكلّ جعظريّ جوّاظ مستكبر، وأمّا أهل الجنّة فالضّعفاء المغلوبون)[6]
ولاشك أنك
تحفظ قوله a: (ربّ أشعث[7] مدفوع بالأبواب لو
أقسم على اللّه لأبرّه)[8]، وقوله: (تعس عبد الدّينار وعبد الدّرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن
لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل
اللّه، أشعث رأسه مغبرّة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في
السّاقة كان في السّاقة، إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفّع)[9]