responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 370

ينهزه إلّا الصّلاة لا يريد إلّا الصّلاة، فلم يخط خطوة إلّا رفع له بها درجة وحطّ عنه بها خطيئة حتّى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصّلاة ما كانت الصّلاة هي تحبسه، والملائكة يصلّون على أحدكم مادام في مجلسه الّذي صلّى فيه، يقولون: اللّهم ارحمه، اللّهم اغفر له، اللّهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث فيه)[1]

وهكذا في كل الأعمال.. فكل حظ من حظوظ الدنيا تستريح إليه النفس ويميل إليه القلب - قل أم كثر - إذا تطرق إلى العمل تكدر به صفوه وزال به إخلاصه.

وبما أن الإنسان مرتبط في حظوظه منغمس في شهواته فإنه قلما ينفك فعل من أفعاله وعبادة من عباداته عن حظوظ وأغراض عاجلة من هذه الأجناس، ولذلك قيل: (من سلم له من عمره لحظة واحد خالصة لوجه الله نجا)، وذلك لعزة الإخلاص وعسر تنقية القلب عن هذه الشوائب.

قلت: فقد رجع أمر الإخلاص إلى النية الباعثة على العمل؟

قال: أجل.. وإلى ذلك الإشارة بقوله a: (إنّما الأعمال بالنّيّة، وإنّما لكلّ امريء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه ورسوله فهجرته إلى اللّه ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة يتزوّجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)[2]

قلت: فلا مناص لك إذن أن تحدثني عن حقيقة النية..

قال: النية هي حالة أو صفة للقلب يحيط بها أمران: علم، وعمل.. فالعلم يسبقها لأنه أصلها وشرطها.. والعمل يتبعها لأنه ثمرتها وفرعها.

وذلك لأن كل عمل اختياري لا يتم إلا بثلاثة أمور: علم، وإرادة، وقدرة.. فلا يريد الإنسان ما لا يعلمه، ولا يعمل ما لم يرد.. فوجبت الإرادة في كلا الأمرين.


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست