responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 374

فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)﴾ (الكهف)

وفي الحديث أن رسول الله a قال: (إن أدنى الرياء شرك، وإن أحب العباد إلى الله ، عز وجل ، الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا، وإن شهدوا لم يعرفوا، أولئك أئمة الهدى مصابيح العلم)[1]

قلت: فما تقول فيمن يعمل لأجل أن يظفر بالجنة، أو لأجل أن ينجو من النار.. هل يقدح ذلك في إخلاصه؟

قال: ذلك يقدح في إخلاص المقربين.. وهو لا يقدح في إخلاص أهل اليمين.. لقد عرفت أن لكل مقام أحكامه الخاصة به.

قلت: فكيف يقدح في إخلاص المقربين؟

قال: أرأيت لو أن شخصا تحبه وتقربه إليك قال لك يوما: أنا لا أحب الجلوس إليك، ولا المكث معك إلا لأجل ذلك الطعام الذي تطعمني إياه، أو لأجل أنك تستضيفني.. أو لأجل أن أستفيد منك شيئا.. هل ترى مثل هذا الشخص لائقا بالمحل الذي وضعته فيه؟

قلت: لا.. إن كلامه هذا يدل على لؤمه.. بل إنه بكلام هذا يدعوني إلى أن أبعده عني.

قال: فهذا ما لا حظه الصديقون.. فقد رأوا أن الذي يعمل لرجاء الجنة وخوف النار مخلص بالإضافة إلى الحظوظ العاجلة، وإلا فهو في طلب حظوظ آجلة.. والمطلوب الحق لذوي الألباب وجه الله تعالى فقط.

ولذلك يقول العارفون:( ليس خوفنا من نار جهنم ولا رجاؤنا للحور العين وإنما مطالبنا اللقاء ومهربنا من الحجاب فقط)

وقالوا:( من يعبد الله بعوض فهو لئيم كأن يعبده لطلب جنته أو لخوف ناره، بل


[1] رواه أحمد بن منيع.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست