ظهره إلا كان زادَه إلى النار، إن الله لا يمحو السيئ
بالسيئ، ولكنه يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث)[1]
قلت: تقصد من
الحديث قوله a :( إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكنه يمحو
السيئ بالحسن)؟
قال: أجل..
قلت: فما فيه
من العلم المرتبط بهذا؟
قال: لاشك
أنك تعلم أن للأعمال تأثيرها في القلوب بتأكيد صفاتها.. فداعية الرياء من المهلكات،
وإنما غذاء هذا المهلك وقوته العمل على وفقه.. وداعية الخير من المنجيات، وإنما
قوتها بالعمل على وفقها.. فإذا اجتمعت الصفتان في القلب فهما متضادتان، فإذا عمل
على وفق مقتضى الرياء فقد قوي تلك الصفة، وإذا كان العمل على وفق مقتضى التقرب فقد
قوي أيضاً تلك الصفة، وأحدهما مهلك والآخر منج، فإن كان تقوية هذا بقدر تقوية
الآخر فقد تقاوما، فكان كالمستضر بالحرارة إذا تناول ما يضره ثم تناول من المبردات
ما يقاوم قدر قوته، فيكون بعد تناولهما كأنه لم يتناولهما..
وإن كان
أحدهما غالباً لم يخل الغالب عن أثر، فكما لا يضيع مثقال ذرة من الطعام والشراب
والأدوية ولا ينفك عن أثر في الجسد بحكم سنة الله تعالى، فكذلك لا يضيع مثقال ذرة
من الخير والشر ولا ينفك عن تأثير في إنارة القلب أو تسويده وفي تقريبه من الله أو
إبعاده.. فإذا جاء بما يقربه شبراً مع ما يبعده شبراً فقد عاد إلى ما كان فلم يكن
له ولا عليه، وإن كان الفعل مما يقربه شبرين والآخر يبعده شبراً واحداً فضل له لا
محالة شبر، وقد قال