responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 379

في خطر فإنه لا يدري أي الأمرين أغلب على قصده فربما يكون عليه بالاً ولذلك قال تعالى:﴿.. فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)﴾ (الكهف)، أي لا يرجى اللقاء مع الشركة التي أحسن أحوالها التساقط.

قلت: وعيت هذا.. فحدثني عن البواعث الصالحة، والتي تجعلني من المخلصين، فقد علمت أنه بقدر نية المرء يكون جزاؤه، وقد قال رسول الله a في ذلك: (إنّما الأعمال بالنّيّات، وإنّما لكلّ امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)[1]

قال: أنت تعلم أن الأعمال مهما تنوعت، فهي لا تعدو - من حيث حكمها الشرعي - ثلاثة أقسام: معاص وطاعات ومباحات..

قاطعته قائلا: هل يمكن للنية أن تغير من المعصية، فتحولها إلى طاعة.. فإن هناك من يغتاب ليؤنس جلساءه، أو يطعم فقيراً من مال غيره، أو يبني مدرسة أو مسجداً بمال حرام، وقصده الخير من كل ذلك؟

قال: لا.. هذا كله جهل.. فالنية لا تؤثر في إخراج الظلم عن كونه ظلماً وعدواناً ومعصية.. بل إن من قصد الخير بالشر - على خلاف مقتضى الشرع – يكون قد ارتكب شرا آخر.. فإن عرفه فهو معاند للشرع.. وإن جهله فهو عاص بجهله إذ طلب العلم فريضة على كل مسلم، والخيرات إنما يعرف كونها خيرات للشرع، فكيف يمكن أن يكون الشر خير؟ هيهات.

بل المروج لذلك على القلب خفي الشهوة وباطن الهوى، فإن القلب إذا كان مائلاً إلى طلب الجاه واستمالة قلوب الناس وسائر حظوظ النفس توسل الشيطان به إلى التلبيس


[1] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست