على الجاهل، ولذلك قال بعض الصالحين: (ما عصي الله
تعالى بمعصية أعظم من الجهل!) قيل: هل تعرف شيئاً أشد من الجهل؟ قال: (نعم الجهل
بالجهل)
قلت: لا بأس..
فحدثني عن النيات المرتبطة بالطاعات.
قال: هذا هو
ميدان النيات الصالحة الأكبر.. فبها تصح، وبها تتضاعف.
قلت: كيف
ذلك؟
قال: أما
صحتها فإنه يكفي فيها أن ينوي بها عبادة الله تعالى لا غير، فإن نوى الرياء صارت
معصية.
وأما تضاعف
الفضل: فبكثرة النيات الحسنة، فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوي بها خيرات كثيرة
فيكون له بكل نية ثواب، إذ كل واحدة منها حسنة ثم تضاعف كل حسنة عشر أمثالها كما
وردت بذلك النصوص المقدسة.
قلت: ما أجمل
هذا.. فهلا ضربت لي عنه مثالا.
قال: للقعود
في المسجد – مثلا، والذي هو طاعة كسائر الطاعات -
نيات كثيرة يمكن أن ترفعه إلى فضائل أعمال المتقين، بل يمكن أن تبلغ به درجات
المقربين:
فمن ذلك مثلا
أن يعتقد أنه بيت الله، وأن داخله زائر الله، فيقصد به زيارة مولاه رجاء لما وعد
به رسول الله a حيث قال: (من قعد في المسجد فقد زار الله تعالى
وحق على المزور أن يكرم زائره)[1]
ومن ذلك أن
ينوي انتظار الصلاة بعد الصلاة فيكون من المرابطين الذين نص عليهم قوله تعالى
:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)﴾ (آل عمران)، وذكرهم رسول الله a،
فقال: (ألا أدلّكم على ما يمحو اللّه به