الخطايا، ويرفع به الدّرجات؟ قالوا: بلى، يا رسول
اللّه قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصّلاة بعد
الصّلاة فذلكم الرّباط)[1]
ومن ذلك الترهب
بكف السمع والبصر والأعضاء عن الحركات والترددات، فإن الاعتكاف نوع صوم، ونوع
ترهب.
ومن ذلك عكوف
الهم على الله ولزوم السر للفكر في الآخرة ودفع الشواغل الصارفة عنه بالاعتزال إلى
المسجد.
ومن ذلك التجرد
لذكر الله أو لاستماع ذكره وللتذكر به.
ومن ذلك أن
يقصد إفادة العلم بأمر بمعروف ونهي عن منكر، إذ المسجد لا يخلو عمن يسيء في صلاته
أو يتعاطى ما لا يحل له فيأمره بالمعروف ويرشده إلى الدين فيكون شريكاً معه في
خيره الذي يعلم منه فتتضاعف خيراته.
ومن ذلك أن
يستفيد أخاً في الله فإن ذلك غنيمة وذخيرة للدار الآخرة، والمسجد محل أهل الدين
المحبين لله وفي الله.
ومن ذلك أن
يترك الذنوب حياء من الله تعالى وحياء من أن يتعاطى في بيت الله ما يقتضي هتك
الحرمة، وقد قال الحسن بن علي: (من أدمن الاختلاف إلى المسجد رزقه الله إحدى سبع
خصال: أخاً مستفاداً في الله، أو رحمة مستنزلة، أو علماً مستظرفاً، أو كلمة تدل
على هدى، أو تصرفه عن ردى، أو يترك الذنوب خشية أو حياء)
قلت: وعيت
هذا.. فحدثني عن كيفية تأثير النيات في المباحات.
قال: ما من
شيء من المباحات إلا ويحتمل نية أو نيات يصير بها من محاسن القربات وينال بها
معالي الدرجات.