responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 382

قلت: ما أجمل هذا وأعظمه.. فاضرب لي مثالا عنه يقربه لي..

قال: أليس التطيب من المباحات؟

قلت: أجل.. بل إن حبه فطره في النفوس.. وقد كان رسول الله a يحبه.. ولم يرد أي نص بتحريمه.. ولكن ما الذي يمكن أن ينوي بالطيب وهو حظ من حظوظ النفس؟

قال: من تطيب وهو يقصد التنعم بلذات الدنيا، أو يقصد به إظهار التفاخر بكثرة المال ليحسده الأقران، أو يقصد به رياء الخلق ليقوم له الجاه في قلوبهم ويذكر بطيب الرائحة.. كل هذا يجعل التطيب معصية، فبذلك يكون أنتن من الجيفة في القيامة إلا القصد الأول وهو التلذذ والتنعم فإن ذلك ليس بمعصية إلا أنه يسأل عنه، ومن نوقش الحساب عذب، ومن أتى شيئاً من مباح الدنيا لم يعذب عليه في الآخرة ولكن ينقص من نعيم الآخرة له بقدره.

قلت: حدثني عن النية الحسنة فيه.

قال: من ذلك مثلا أن ينوي به اتباع سنة رسول الله a في التطيب، أو ينوي تعظيم المسجد واحترام بيت الله فلا يرى أن يدخله زائراً لله إلا طيب الرائحة، أو يقصد به ترويح جيرانه ليستريحوا في المسجد عند مجاورته بروائحه، أو يقصد به دفع الروائح الكريهة عن نفسه التي تؤدي إلى إيذاء مخالطيه، أو يقصد جسم باب الغيبة عن المغتابين إذا اغتابوه بالروائح الكريهة فيعصون الله بسببه، فمن تعرض للغيبة وهو قادر على الاحتراز منها فهو شريك في تلك المعصية.

قلت: ما أجمل هذا.. فهل يمكن تعميم هذا على سائر المباحات؟

قال: أجل..ولذلك قال بعض الصالحين: (إني أستحب أن يكون لي في كل شيء نية حتى في أكلي وشربي ونومي ودخولي إلى الخلاء)، وكل ذلك مما يمكن أن يقصد به التقرب إلى الله تعالى، لأن كل ما هو سبب لبقاء البدن وفراغ القلب من مهمات البدن فهو معين على الدين.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست