اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ [التوبة: 111]، ثم بين أن
صفقتهم رابحة، فقال: ﴿فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ
بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 111]، فليس يحتاج من
العلم في الزهد إلا إلى هذا القدر، وهو أن الآخرة خير وأبقى.
قلت: وعيت
هذا.. فما الركن الثالث من أركان الزهد؟
قال: العمل
الصادر عن حال الزهد.. فكما أن العمل الصادر من عقد البيع هو ترك المبيع، وإخراجه
من اليد، وأخذ العوض، فكذلك الزهد يوجب ترك المزهود فيه بالكلية، وهي الدنيا بأسرها
مع أسبابها، ومقدماتها، وعلائقها، فيخرج من القلب حبها، ويدخل حب الطاعات، ويخرج
من العين واليد ما أخرجه من القلب، ويوظف على اليد والعين وسائر الجوارح وظائف
الطاعات.
قلت: إن هذا
يتنافى مع ما أرادت به الشريعة من عدم نسيان نصيبنا من الدنيا.. هل تراك نسيت قوله
تعالى: ﴿وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص: 77]