responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42

ومحاله إلى أن أيقنت بجهلي وقصور علمي.. وأيقنت أن كل ما أوتيته من علم لا يستطيع أن يصد جحافل الجيوش التي ينشرها جهلي..

وقد ملأني هذا الشعور بالحياء.. فصرت أستحيي من ذكر شهاداتي التي كانت تملؤني فخرا وزهوا.

وقد أيقنت فوق ذلك أن العلم الذي تعلمته والذي لم يتحول إلى عمل لا يختلف عن جهلي بما لم أعلمه.. بل إن الأمر أخطر من ذلك.. وقد وعظنا - مرة - النقشبندي في هذا، فقال[1]: لا تكونوا من الأعمال مفلسين، ولا من الأحوال خالين، وتيقّنوا أن العلم المجرد لا يأخذ باليد.. مثال ذلك ما لو كان على رجل في برية عشرة أسياف هندية مع أسلحة أخرى، وكان الرجل شجاعا وأهل حرب، فحمل عليه أسد عظيم مهيب، فما ظنّكم؟ هل تدفع الأسلحة شره عنه بلا استعمالها وضربها؟!

ثم أجاب قائلا: أنتم تعلمون أنها لن تدفع عنه إلا بالتحريك والضرب.. وهكذا لو قرأ رجل مائة ألف مسألة علمية وتعلمها، ولم يعمل بها: لا تفيده إلا بالعمل.

بعد أن تعلمت هذه العلوم، وغيرها طلب مني النقشبندي أن أسير إلى القسم الثاني..

2 ـ الجدل

سرت إلى القسم الثاني، وكان اسم شيخه وأستاذه علم كبير من أعلام الإسلام اسمه أبو الحسن الشاذلي[2].

كان أول مجلس جلسته معه ومع تلاميذه في تفسير قوله تعالى :﴿ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ


[1] هذا النص من رسالة أيها الولد للغزالي.

[2] أشير به إلى الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي المغربي، الزاهد، الصوفي الذي تنتسب إليه الطريقة الشاذلية، سكن الإسكندرية، ولد 571هـ بقبيلة الأخماس الغمارية، تفقه وتصوف في تونس، وسكن مدينة (شاذلة) التونسية ونسب إليها، وتوفي الشاذلي بوادي حميثرة بصحراء عيذاب متوجهًا إلى بيت الله الحرام في أوائل ذي القعدة 656هـ..

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست