لا أكتمك أني
في البداية، وربما بفعل الشراب الذي شربته، حننت لأن يكون لي من الهمة ما لها..
لكن الواعظ كان يشير لي إلى تلك الكآبة التي تختفي وراء اللهو الذي يبدو لي..
رأيت رجلا في
تلك الجموع ينشد.. وهو يشرب من تلك القارورة التي كنت قد شربت منها:
ليس يدرى بمنطق وقياس
أي وقت دارت به الزرقاء
أو متى تصبح السماء خرابا
فتداعت وانهد منها البناء
دع عنك حرص الوجود واهنأ
إن أحسن الدهر أو أساء
واعبث بشعر الحبيب واشرب
فالعمر يمضي غدا هباء
إن تواعدتم رفاقي لأنس
وسعدتم بالغادة الهيفاء
وأدار الساقي كؤوس الحميا
فاذكروني في شربها بالدعاء
ورأيت آخر
يردد، وهو يجري خلف صبية من الصبابا هي في عمر ابنته:
حامِلُ الهوى تَعِبُ،
يَسْتَخِفّهُ الطّرَبُ
إنْ بكَى يحقّ لهُ،
ليسَ ما بهِ لعبُ
تضحكينَ لاهيةً،
والمحبّ ينتحِبُ
تَعْجَبِينَ مِنْ سَقَمي،
صِحّتي هِيَ العَجَبُ
كُلّما انقَضَى سبَبٌ
مِنْكِ عادَ لي سَبَبُ
ورأيت آخر منشغلا انشغالا كليا بلبنات من اللعب
يرصفها بصنوف من الرصف ليشكل منها قصرا..
ورأيت آخر،
وقد جمع أصناف المطاعم.. وهو يأكل منها بنهم غير ملتفت لبطنه