الكبيرة.. ولا لشكله العجيب الذي تصرفت فيه أصناف
المطاعم فحولته إلى كتل من اللحم والشحم المبعثر.
ورأيت آخر
يلبس حلة جديدة، وهو ينظر إلى عطفيه.. ويتبختر كما يتبختر الطاووس..
ورأيت آخر
يترصد كل تجمع للناس.. ليقف بينهم ويبرز عضلاته ولسانه.. فإذا صفق الناس بدا
السرور على وجهه.. وراح يستعمل أسلوبا آخر ليصفق له الناس من جديد.
ورأيت آخر
يقف في الصلاة، فأعجبني حاله، واستغربت أن يوجد مثله في هذا المحل.. لكن عجبي زال
عندما رأيته يضع في يده لعبة من لعب الصبيان، وهو يلعب فيها في الوقت الذي كان يؤدي
جميع حركات الصلاة، ويردد جميع أقوالها.
ورأيت آخر
نائما مستغرقا في نومه.. وأمامه ورقة مكتوب عليها (لا توقظني فأني صائم)
ورأيت كثيرين
لا يمكن حصرهم ..
تعجبت من كل
هذه المناظر، وبدأ يتسرب لي بعض الملل منها، فقد رأيت أن الغشاوة التي تحيط بأهلها
كافية لأن تمنع عنهم كل أنس..
بمجرد أن خطر
هذا الخاطر على خاطري ظهر لي الواعظ، بل جلس بجانبي، وقال: صدقت.. ما تشعر به هو
الحقيقة التي غفل عنها هؤلاء..
قلت: من
هؤلاء؟
قال: هؤلاء
هم الذي شربوا من شراب الغفلة الذي شربت منه.