responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 437

قال: هذا ما ينبغي أن تقوله.. فلا يحفظ أحد من الغفلة إلا بحفظ الله..

قلت: أجل.. لكني مع ذلك لا ألوم هؤلاء كثيرا.. فلم أرهم يفعلون إلا المباحات.. فلا سرقة في هذا المحل ولا خداع ولا فواحش ولا منكرات..

قال: الغفلة أم الفواحش.. فلا تحقرنها.. لقد اعتبرها أولياء الله أوّل المعاصي.. بل أصل الكبائر.. لقد سأل عمار بن ياسر عليا بن أبي طالب، فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الكفر على ما بني ؟ فقال : (على أربع دعائم : على الجفاء، والعمى، والغفلة، والشك، فمن جفا احتقر الحق وجهر بالباطل ومقت العلماء، ومن عمى نسي الذكر، ومن غفل حاد عن الرشد وغرّته الأماني فأخذته الحسرة والندامة وبدا له من اللّه ما لم يكن يحتسب، ومن شكّ تاه في الضلالة)

وفوق ذلك كله أخبر الله تعالى بالمصير الذي يصير إليه الغافلون، فقال :﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَان لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ (الأعراف:179)

قلت: لقد رتب الله في كونه أسبابا وأدوية.. فما أسباب الغفلة وما أدويتها؟

قال: اقترب من هؤلاء.. فسترى أن الله قيض لكل واحد منهم من يعظه.. فاسمع لما يعظونهم به.. لتجد جوابك.

اقتربت من أحدهم، وكان يردد السين وسوف كل حين.. فسمعت واعظه يقول له: (إياك والسين والتسويف، فإنك بيومك ولست بغدك)..

إياك والتسويف فإنك لا تضمن أن تعيش إلى الغد.. وإن ضمنت حياتك إلى الغد فإنك لا تأمن المعوِّقات من مرض طارئ، أو شغل عارض، أو بلاء نازل.

ثم اعلم أن لكل يوم عملاً، ولكل وقت واجباته، فليس هناك وقت فراغ في حياتك..

كان الرجل منشغلا كل الانشغال، وكأنه لا يسمع ولا يرى هذا الواعظ البليغ الذي

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست