وقال عنهم: (يرث
هذا القرآن قوم يشربونه شرب اللبن، لا يجاوز تراقيهم)[1]
وقال عنهم: (يخرج قوم أحداء
أشداء ذليقة ألسنتهم بالقرآن يقرأونه ينثرونه نثر الدقل لا يجاوز تراقيهم فإذا
رأيتموهم فائتوهم فاقتلوهم فالمأجور من قتل هؤلاء)[2]
وقال عنهم: (يأتي على الناس زمان
يتعلمون القرآن فيجمعون حروفه، ويضيعون حدوده، ويل لهم مما جمعوا وويل لهم مما
صنعوا، ان أولى الناس بهذا القرآن من جمعة لم ير عليه أثره)[3]
قلت: لقد
سمعت من قومي من يروي هذه الأحاديث، لكنه يجد لها مخرجا، فيذكر أنها مختصة
بالخوارج ..
قال: إن
هؤلاء أعظم من أن ينحصروا في زمن دون زمن.. أو مكان دون مكان.. إنهم من حرف كل
دين، وشوه كل رسالة.
قلت: ألهذا
ورد في النصوص المقدسة التحذير من البدعة، ومن أخطارها، ومن ذلك قوله a : (لا يذهب من السُنّة شيء حتّى يظهر من البدعة
مثله ، حتّى تذهب السُنّة وتظهر البدعة ، حتّى يستوفي البدعة من لا يعرف السُنّة ،
فمن أحيى ميّتاً من سنّتي قد أمُيتت ، كان له أجرُها وأجرُ من عمل بها ، من غير أن
ينقص من أُجورهم شيئاً ، ومَنْ أبدَعَ بدعة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها ، لا
ينقص من أوزارهم شيئاً)[4]
قال: أجل..
فكلما ابتدع الشيطان للناس بدعة جديدة، كلما ضاع من السنة ومن الدين القويم
مثلها.. فالبدعة تمحو السنة، وتهيل عليها أكواما من التراب.. إلى أن يصبح الناس ما