ضحك الجميع بصوت عال، ثم انصرفوا عن ذلك الشيطان.. وانصرفت معهم..
***
ما سرت إلا قليلا حتى رأيت في ناحية من نواحي ذلك الدرك رجل ممتلئ حزنا يحمل قيثارة، ويردد بعواء كعواء الذئاب هذه الأبيات:
جئت لا أعلم من أين، ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامى طريقا فمشيت
وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري!
أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود؟
هل أنا حر طليق، أم أسير في قيود؟
هل أنا قائد نفس في حياتي أم مقود؟
أتمنى أنني أدري، ولكن.....
لست أدري؟
وطريقي ما طريقي، أطويل أم قصير؟
هل أنا أصعد، أم أهبط فيه وأغور؟
أأنا السائر في الدرب أم الدرب يسير؟
أم كلانا واقف، والدهر يجري؟
أتراني قبلما أصبحت إنساناً سوياً
كنت محواً ومحالاً أم تراني كنت شيا؟