كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)﴾
(البقرة)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب،
ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك)[1]
قال آخر: وقد
روي أنه تليت عند رسول الله a هذه الآية :﴿
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا.. (168)﴾
(البقرة)، فقام سعد، فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال
النبي a: (يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس
محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل الله منه عملا أربعين
يوما، وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به)[2]
قال آخر: وقد
روينا فوق ذلك أن الأعمال لا تقبل إن أكل صاحبها حراما.. فقد ورد في الحديث قوله a:(من
اشترى ثوبا بعشرة دراهم في ثمنه درهم حرام لم يتقبل الله له صلاته ما كان عليه)[3]
قال آخر:
ومثل ذلك قال a: (إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في
الغرز فنادي: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك وزادك حلال
وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور.. وإذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة، فوضع رجله
في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء: لا لبيك لا لبيك ولا سعديك،
زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجك غير مبرور)[4]
قال آخر: بل
ورد ذلك في كتاب الله، فقد قال تعالى :﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ
الْمُتَّقِينَ (27)﴾ (المائدة)
قال آخر: قد
كان الصالحون شديدي الخوف على أنفسهم من هذه الآية، خافوا أن لا يكونوا من المتقين