الذين يتقبل الله منهم، وقد قال بعضهم: (خمس خصال بها
تمام العمل: الإيمان بمعرفة الله عز وجل، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل لله، والعمل
على السنة، وأكل الحلال، فإن فقدت واحدة لم يرتفع العمل، وذلك إذا عرفت الله عز
وجل ولم تعرف الحق لم تنتفع، وإذا عرفت الحق ولم تعرف الله لم تنتفع، وإن عرفت
الله وعرفت الحق ولم تخلص العمل لم تنتفع، وإن عرفت الله وعرفت الحق وأخلصت العمل
ولم يكن على السنة لم تنتفع، وإن تمت الأربع ولم يكن الأكل من حلال لم تنتفع)
قال آخر: لقد
قال لي بعض الصالحين: (لو قمت مقام هذه السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في
بطنك حلال أم حرام)، وقال لي آخر: (ذكروا لنا أن مَنْ صلّى وفي جوفه طعام حرام، أو
على ظهره سلك من حرام لم تقبل صلاته)
قال آخر: لقد
قال لي بعض الصالحين، وهو يعظني: يا مسكين إذا صمت فانظر عند من تفطر وطعام من
تأكل، فإنّ العبد ليأكل الأكلة فيتقلب قلبه وينغل كما نغل الأديم، فلا يعود إلى
حاله أبداً.
قال آخر: وقد
روينا عن سلفنا من الصالحين قولهم: (إنما حرموا مشاهدة الملكوت، وحجبوا عن الوصول
بشيئين سوء الطعمة وأذى الخلق)
قال آخر: وحدثونا
من آثار السلف أنّ الواعظ والمذكر كان إذا جلس للناس ونصب نفسه سئل أهل العلم عن
مجالسته فكانوا يقولون : تفقدوا منه ثلاثاً، انظروا إلى صحة اعتقاده، وإلى غريزة
عقله، وإلى طعمته، فإن كان معتقدا لبدعة فلا تجالسوه فإنه عن لسان الشيطان ينطق،
وإن كان سيّء الطعمة فاعلموا أنه ينطق عن الهوى، وإن كان غير ممكن العقل فإنه يفسد
بكلامه أكثر مما يصلح فلا تجالسوه.