قال آخر: وحدثنا بعضهم أن (المعدة حوض البدن، والعروق
إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروق إليها بالصحة، وإذا سقمت المعدة صدرت
العروق إليها بالسقم.. ومثل الطعمة من الدين مثل الأساس من البنيان ؛ فإذا ثبت
الأساس وقوي استقام البناء وارتفع، وإذا ضعف الأساس واعوج انهار البنيان ووقع، وقد
قال اللّه تعالى :﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ
اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ
هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ (109)﴾ (التوبة)
***
تركتهم
يتحدثون، ثم سرت قليلا، فرأيت رجلين يتحاوران أحدهما يبدو عليه الغنى والآخر تبدو
عليه الفاقة..
قال الغني
للفقير: ما تقول؟.. أترى أنه لا يصح الصدقة من المال الحرام؟
قال: أجل..
فقد روينا عن رسول الله a أنه قال: (لا يقبل
الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول)[1]
وقال: (ما
تصدق عبد بصدقة من مال طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه..
الحديث)[2]
وقال: (لا
يكتسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك فيه ولا يتصدق به فيتقبل منه ولا يتركه
خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار.. إن الله لا يمحو السييء بالسيئ، ولكن يمحو
السييء بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث)[3]