قال له صاحب المسحاة: ضعها مع مسابحنا.. فللمسبحة
وقتها وللمسحاة وقتها.. والغافل من باع مسبحته بمسحاته، والعاجز من ضيع مسحاته
لأجل مسبحته.
قال آخر: لقد
ذكر لنا عن سلفنا من الصالحين أنهم كانوا يجعلون من مساحيهم وفؤوسهم مسابح تسبح
الله.. فقد كانوا لا يهوون على الأرض بها إلا بصحبة ذكر الله، ولا يرفعونها إلا
بذكر الله.
قال آخر:
إنهم يستنون في ذلك بسنة رسول الله a وأصحابه من المتقين،
فقد كانوا في أعمالهم يذكرون الله، وقد ورد في الحديث عن أنس أن الأنصار
والمهاجرين كانوا يرتجزون وينقلون التراب على متونهم يقولون:
نحن الذين بايعوا محمداً على الإسلام ما بقينا
أبداً
فيجيبهم
الرسول a :
اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فبارك فى
الأنصار و المهاجرة[1]
***
تركتهم يبتسم
بعضهم لبعض، وقد تحركوا جميعا إلى أعمالهم.. ثم سرت إلى أن رأيت رجلين مجتمعين،
قال أحدهما لأخيه: لقد سمعت الآثار الكثيرة الواردة في فضل صلاة الجماعة، بل
الدالة على وجوبها.. وسمعت مثلها الآثار الدالة على فضل أكل الحلال، بل على وجوبه..
وأنا محتار في الجمع بينهما.. فإني إن صليت في جماعة أضررت بعملي وطلبي للحلال،
وإن طلبت الحلال أضررت بصلاة الجماعة.. فما تقول يا أخي؟
قال الثاني:
لقد وقع لي ما وقع لك.. وقد ذهبت إلى الولي الصالح إبراهيم بن أدهم، فقال لي من
غير أن أسأله: لقد حضر الساعة رجل قال لي: (أنا رجل أتكسب في السوق، فإذا