responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 50

قال الرجل: فهو نوع من الجهل إذن؟

قال ابن الجوزي: أجل.. فالمغرور يشارك الجاهل في أنه يعتقد الشّيء ويراه على خلاف ما هو عليه..

قال الرجل: فما الأصناف التي يصيبها هذا الداء؟

قال الجيلاني: أنبئني أولا عن الأصناف التي تصلها وساوس الشيطان.

قال الرجل: وساوس الشيطان تصل إلى الكل.. فليس هناك من عصم منها إلا من عصمه الله بتقواه وإخلاصه.

قال الجيلاني: فالغرور يصيب الكل إذن إلا من عصمه الله بتقواه وإيمانه وإخلاصه.

قال الرجل: عجبا.. كيف تذكر أنه يصيب الكل.. وقد وصف الله به الكفار.

قال الجيلاني: كونه صفة للكفار لا يعني عصمة المؤمنين منه.. لقد ذكر رسول الله a أوصاف المنافقين، فقال: (أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) [1] .. فهل ترى هذه الأوصاف خاصة بالمنافقين.. أم أن من عوام المؤمنين من يقع فيها؟

قال الرجل: بل من عوامهم من يقع فيها؟

قال الجيلاني: فهكذا الغرور.. ومع ذلك فقد أخبر الله تعالى أن الشيطان قد يصل بحبال غروره إلى خواص خواص عباد الله.. قال تعالى مخبرا عن خبر آدم وزوجه مع إبليس في الجنة: ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا


[1] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست