قال آخر: إن
هذا يدعوك إلى أن تذكر لنا الحبال التي يصل بها الشيطان إلى بني آدم ليملأهم
بالغرور.
قال الجيلاني:
هذا هو الهدف الذي من أجله أسس هذا القسم.. إننا نبحث فيه عن الحبال التي يدليها
الشيطان إلى أصناف الخلق ليملأهم بالغرور.
قال الرجل:
فحدثنا عما وصلتم إليه.
قال الجيلاني:
ذلك كثير.. لا يمكن وصفه ولا حصره.. ولكن سلوني ما بدا لكم عن أصناف الناس، وسأذكر
لكم بعض الحبال التي قد يصل الشيطان إليهم بسببها، فيملأهم غرورا[1].
الكفار:
قام بعض
الحاضرين، وقال: فحدثنا عن الحبال التي يدليها الشيطان للكفار، ليملأهم بها غرورا.
قال الجيلاني:
الكفار في غرورهم صنفان.. صنف غرتهم الأماني والأهواء والدنيا بما فيها، وإليهم
الإشارة بقوله تعالى:﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ
وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ
وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً (64)﴾
(الإسراء)
وصنف غرهم
بالله الغرور، وهم الذي ذكرهم الله، فقال:﴿ يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ
مَعَكُمْ
[1]
استفدنا في هذا المبحث من كتاب (الكشف والتبيين في غرور الخلق أجمعين)، لأبي حامد
الغزالي مع التصرف الذي ألفناه في هذه السلسلة.